سورة النساء - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161)}
أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ {طيبات كانت أحلَّت لهم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة {فبظلم من الذين هادوا حرَّمنا عليهم طيبات أحلت لهم} قال: عوقب القوم بظلم ظلموه وبغي بغوه، فحرمت عليهم أشياء ببغيهم وظلمهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد {وبصدهم عن سبيل الله كثيراً} قال: أنفسهم وغيرهم عن الحق.


{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {لكن الراسخون في العلم منهم} قال: استثنى الله منهم، فكان منهم من يؤمن بالله، وما أُنزل عليهم، وما أُنزل على نبي الله، يؤمنون به ويصدقون به، ويعلمون أنه الحق من ربهم.
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله: {لكن الراسخون في العلم منهم...} الآية. قال: نزلت في عبد الله بن سلام، وأسيد بن سعية، وثعلبة بن سعية، حين فارقوا يهود وأسلموا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن الزبير بن خالد قال: قلت لأبان بن عثمان بن عفان: ما شأنها كتبت {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؟ قال: إن الكاتب لما كتب {لكن الراسخون} حتى إذا بلغ قال: ما أكتب؟ قيل له: اكتب {والمقيمين الصلاة} فكتب ما قيل له.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذر عن عروة قال: سألت عائشة عن لحن القرآن {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} [ المائدة: 69] {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} {إن هذان لساحران} [ طه: 63]؟ فقالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب.
وأخرج ابن أبي داود عن سعيد بن جبير قال: في القرآن أربعة أحرف. الصابئون، والمقيمين، {فأصَّدَّق وأكن من الصالحين} [ المنافقون: 10] {إن هذان لساحران} [ طه: 63].
وأخرج ابن أبي داود عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال: لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال: قد أحسنتم وأجملتم، أرى شيئاً من لحن ستقيمه العرب بألسنتها، قال ابن أبي داود: هذا عندي يعني بلغتها فينا، وإلا فلو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعاً لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرأونه.
وأخرج ابن أبي داود عن عكرمة قال: لما أتى عثمان بالمصحف رأى فيه شيئاً من لحن، فقال: لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا.
وأخرج ابن أبي داود عن قتادة. أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال: إن فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها.
وأخرج ابن أبي داود عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان: إن في القرآن لحناً وستقيمه العرب بألسنتها.


{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: قال سكين وعدي بن زيد: يا محمد ما نعلم الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى. فأنزل الله في ذلك {إنا أوحينا إليك...} إلى آخر الآيات.
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن خثيم في قوله: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} قال: أوحى إليه كما أوحى إلى جميع النبيين من قبله.

28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35